كيف نفهم الحادث ؟ – مصفوفة وليام هادون للحوادث

 

إذا لم يكن الحادث محض صدفة كما ذكرنا في المقال السابق وإنما له أسباب تؤدي لحصوله. فما هي هذه الأسباب التئ تؤدي لحصول “الحادث” !!

قبل 40 سنة قام وليام هادون بتحليل مؤثرات الحادث المروري وتعامل معه بطريقة تشخيص الأطباء للأمراض.

فقسم مراحل الحادث إلى ثلاث مراحل وهي:

  1. ما قبل الحادث
  2. الحادث
  3. بعد الحادث

وتتداخل مع كل مرحلة من هذه المراحل ثلاثة محاور رئيسية وهي:

  1. الإنسان
  2. المركبة
  3. البيئة

وبذلك تتكون مصفوفة وليام هادون والتي تعطي نظرة واضحة لما يمكن أن يؤثر على الحادث ولما يمكن فعله لتخفيف أضرار الحادث.

William-Haddon

وسنطرح الآن الأسئلة في كل محور مذكور ومن المهم الإدراك أنه يمكن تقييم الوضع الحالي بناء على هذه النقاط وبذلك يمكن تحسين الطريق بناء النتائج.

المحور الأول : الإنسان

المحور الإنسان – مرحلة ما قبل الحادث :

  • هل لدى القائد المعلومات الكافية والآمنة لقيادة المركبة ؟
  • هل حصل القائد على هذه المعلومات وتم اختباره فيها قبل حصوله على الرخصة ؟
  • ما هي ثقافة المجتمع أو قائد المركبة نحو الإلتزام بالقوانين؟
  • هل في قائد المركبة ضعف معين مثل: ضعف النظر أو إعاقة معينة ؟
  • هل رجل المرور يطبق القانون بشكل فعال ؟

المحور الإنسان – مرحلة أثناء الحادث :

  • هل قائد المركبة والراكبون متقيدون بحزام الآمان ؟
  • هل ضعف قائد المركبة أو ضعف الراكبون سيزيد من فداحة الحادث ؟

المحور الإنسان – مرحلة ما بعد الحادث :

  • هل يمتلك المسعفون المهارات اللازمة لإنقاذ الحياة ؟
  • هل يمتلك أفراد الشعب العاديون ثقافة إسعافية ؟
  • هل يستطيع المصابون الحصول على العناية بسرعة وسهولة ؟
  • هل يستطيع المصابون الحصول على العناية بجودة عالية ومجاناً ؟

سنجد مما سبق أن جميع الأسئلة تتمحور حول الإنسان وأيضاً توضح لنا مكامن الخلل في الإنسان. بل وتظهر لنا النقاط التي يجب أن نهتم بها في الإنسان وتوضح لنا بشكل كبير من هي الجهات المسؤولة لتحسين هذه النقاط. فمثلاً وزارة التعليم قد تكون مسؤولة عن تثقيف الشعب بالإسعافات الأولية. وهكذا يمكنك استنتاج الجهات المسؤولة عن سلامة الطرق من الأسئلة السابقة. وبنظرة بسيطة نجد أن كل من وزارة التعليم والمرور وبالتحديد إدارة الرخص ووزارة الصحة مسؤولة بشكل كبير عن حوادث المرور. وأيضاً يتداخل الدفاع المدني وأدواته بشكل كبير ومدى الجاهزية للحوادث.

والآن لننتقل للمحور الثاني وهو المركبة ولنرى كيف يتقاطع من مراحل الحادث.

المحور الثاني : المركبة

المحور المركبة – مرحلة ما قبل الحادث :

  • هل المركبة صالحة للقيادة على الطرق ؟
  • هل المركبة سليمة الصنع وليس فيها أخطاء تصنيعية ؟
  • هل إضاءة المركبة كافية وتعمل ؟
  • هل المكابح تعمل بشكل جيد ؟
  • هل المركبة تتم صيانتها بشكل دوري ؟
  • هل هناك قوانين لصيانة المركبة بشكل دوري ؟

المحور المركبة – مرحلة أثناء الحادث :

  • هل كانت المركبة قادرة على تقييد الركاب المستخدمين لحزام الآمان ؟
  • مدى صلاحية أدوات السلامة الآخرى مثل أكياس الهواء ؟
  • هل طفاية الحريق موجودة وصالحة ؟
  • هل السيارة مصممة بشكل جيد للتقليل من آثار الحادث في حال حصوله ؟

المحور المركبة – مرحلة ما بعد الحادث :

  • هل هيكل السيارة مصمم بحيث يسمح الوصول للمصابين بعد الحادث ؟
  • هل تم تصميم السيارة لتفادي خطرالحريق بأكبر شكل ممكن في حال الحادث ؟

سنلاحظ مما سبق أن صانعو السيارات و وزارة التجارة وإدارة المرور مسؤولون بشكل كبير عن أداء المركبة وجودتها. فصانعو السيارات مسؤلون عن سلامة المركبة وأدائها وقد ذكر تقرير منظمة الصحة العالمية بأن صانعوا السيارات يهتمون بتأمين السلامة لمن هم داخل المركبة أثناء الحادث ونبه التقرير بأن عليهم التفكير في تأمين السلامة أيضاً للمشاة أو سائقو الدراجات الذين يصطدموا بالسيارة. وزارة التجارة عليها التأكد من دخول السيارات المستورة بجودة جيدة وحماية المستهلك عند ظهور عيوب بها. وأخيراً يأتي دور إدارة المرور بإلزام المواطنين بصيانة دورية والتأكد من جودة الصيانة.

وسننتقل الآن للمحور الثالث وهو البيئة.

المحور الثالث : البيئة

ويقصد به البيئة المحيطة بالمركبة والإنسان والتي تشمل عدة عناصر.

المحور البئية – مرحلة ما قبل الحادث :

  • هل تم تصميم الطريق بشكل علمي ؟
  • هل تم تصميم شبكة الطرق المحيطة بطريقة تسمح بالإنسيابية في الحركة ؟
  • هل هناك حد للسرعة القصوي للطريق وهل هو متناسب مع استخدام الطريق ؟
  • هل توجد طرق للمشاة وعلامات توضيحية لمساراتهم ؟

المحور البئية – مرحلة أثناء الحادث :

  • هل الطريق تم تنفيذه بشكل جيد ؟
  • هل أكتاف الطريق موجودة ؟
  • هل هناك عناصر آخرى موجودة حول الطريق تزيد من فداحة الحادث ؟
  • هل تم وضع أدوات الوقاية والسلامة اللازمة في وجود حفريات ؟

المحور البئية – مرحلة ما بعد الحادث :

  • هل أدوات الإنقاذ أو مراكز الدفاع المدني منتشرة بشكل مناسب على الطرق ؟
  • هل تواجه أدوات الإنقاذ صعوبة في الوصول للحادث ؟
  • هل تواجه أدوات الإنقاذ صعوبة في نقل المصابين للمستشفى ؟
  • هل الزحام موجود بعد الحادث ؟
  • هل هناك مسارات خاصة لأدوات الإنقاذ ؟

وهنا تأتي المسؤولية بشكل كبير على إدارة المدن والبلديات لتصميم المدينة والطرق بشكل مناسب ومريح. وللآسف هذه أحدى المشاكل الكبرى لدينا والتى ربما تزيد من عدد الحوادث لدينا بسبب سوء التصميم.

شارك :

المزيد

نبذة عن الكاتب

مهندس مدني تخرجت من جامعة الملك فهد وحصلت على ماجستير إدارة المشاريع الهندسية من جامعة ليدز ببريطانيا. أعمل في القطاع الخاص وأعيش في جدة وقد دخلت العقد الثالث من عمري

مقالات ذات صلة

أترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.