جدة تلك المدينة الحالمة …

التي أجتمعت فيها شعوب وأمم مختلفة ليصنعوا نسيجاً واحداً …

جدة التي حباها الله بأن تكون هي بوابة الحرمين ..

جدة هي المدينة التى لم يتمكن مهندسوها القدامى من أن يصنعوها للمستقبل ..

فجدة تغرق في أسرع ما يكون … وتزدحم كل يوم بمركباتها .. جدة لم تعد تنتفس كما يجب … جدة هي المدينة التي أطلق عليها عروس البحر الأحمر … فماذا فعلت هذه المدينة لعروسها .. كيف احتضنت البحر وكيف تعاملت معه .. هو هدف هذا البحث القصير جدا …

سأحاول هنا دراسة كورنيش جدة بشكل تفصيلي سريع … سنحاول معرفة المساحات المستخدمة بجانب الساحل ومساحاتها وطولها على الساحل … وقد استخدمت برنامج جوجل إيرث ليجلب لي هذه الأرقام وخصوصاً أن النسخة المجانية الجديدة منه تحسب المساحات الآن ..

درست الساحل البحري بداية من قاعدة الملك فيصل ونهاية إلى ما قبل أبحر الجنوبية. وقد اخترت هذه المسافة لأنها هي المسافة المواجهة لمدينة جدة والتى يمكن أن يكون أي جزء منها كورنيش جاذب لسكان المدينة. المنطقة جنوب قاعدة الملك فيصل قد تكون بعيدة بعض الشئ رغم أن هناك مشروع للكورنيش الجنوبي. والمنطقة في أبحر وشمالها مليئة بالمنتجعات الخاصة وتعتبر بعيدة بعض الشئ أيضاً.

سأوضح الآن بعض الافتراضات التي استخدمتها والتى لها تأثير كبير على النتيجة:

استخدامات الأراضي بجانب الساحل تم حساب مساحاتها بحيث شرقاً من أقرب شارع عام للبحر وتنتهي غرباً بالبحر.

حساب المناطق الرسمية قد تكون غير دقيقة فمن الصعب تحديد حدودها بخرائط جوجل ومن الواقع الميداني، فالأرقام تقريبية.

طول الساحل تم حسابه بشكل كامل بالبرنامج وبغض النظر عن أن الساحل مطل مباشرة على البحر أو لا.

ليس هدف المقال لماذ أخذت هذه المنطقة مساحة أكبر وأخذت هذه المنطقة مساحة أصغر بل الهدف هو معرفة الواقع. فليس لدي القدرة لتحديد المساحة المناسبة لميناء مثلاً.

والآن مع الصور وعليها التوضيحات ابتداءاً من الشمال ونزولاً للجنوب:

الخلاصة أن اكبر خطأ تم ارتكابه في تخطيط جدة هو بناء المخططات القريبة من البحر وترك مسافة للشارع ومن ثم مسافة قد تصل في أغلبها إلى عشرة أمتار فقط، هذا الخطأ الجسيم الذي ذهب بالكورنيش عن جدة. فمن الأرقام تلاحظ أن الكونيش ربما يكون له طول كافي على البحر ولكن مساحته جداً صغيرة.